لا نريد الشريك المثالي لأنه لا أحد يبحث عن الكمال وهذا ينتقص من الكمال. بل نريد أبسط شيء، وهو أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى أن تتوج بالنجاح. الطلاق هو الحل الأصح ويبدو أنه لا مجال لليقين بأن هناك أسباب محددة تجعل الطلاق هو الحل الأصح. والحل الأمثل لذلك يعتمد على قضايا أخرى، ولعل أهمها مدى قدرة الزوجين على فهم بعضهما البعض.
محتوي المقالة
متى يكون الطلاق هو الحل؟
فالقرار الشخصي لا يمكن أن يكون له أسباب حتمية، بل أسباب نسبية تختلف باختلاف الحالات. وهذا لا يغير من حقيقة أن هناك بعض الأسباب الأكثر شيوعًا التي تكون سببًا للطلاق في كثير من الحالات.
ومع ذلك، لما للطلاق من عواقب كبيرة، فإنه يجب أن يتم دراسته بعناية وعناية، ويجب أن يكون قراراً ثنائياً حتى لا يترتب عليه ظلم وغبن للطرف الآخر.
القرار الأصعب بالنسبة للزوجين هو قرار الانفصال. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك الكثير من الأسباب لاتخاذ هذا القرار، إلا أن هناك قضايا يتم النظر فيها على مدى فترة زمنية أطول، مثل الأسرة ووجود الأطفال وما إلى ذلك، وقد لا تتحقق الحاجة إلى الانفصال بحد ذاتها من قبل كليهما. منها، مما يزيد من صعوبة الطرف الذي يراه حلاً لمعاناته.
إقرأ أيضا:السعرات الحرارية في الشاي الاحمر وفوائده للصحة 2025نحن هنا لا نتحدث عن الأسباب الواهية التي نسمعها دائماً من الأزواج الهمجيين… الذين يعتبرون الطلاق مزحة ولا يملكون سوى القليل من التفكير والحكمة قبل اتخاذ القرار. ولا يعنينا إلا من يملك الدوافع والأسباب الكافية التي تجعل الطلاق ضرورة حتمية يجب رفضها.
فالمسألة موافقة لقاعدة خير الشرين. وإذا اعتبرنا الطلاق شرا، فإن وراءه أسبابا أكثر ضررا. في العلاقة التي يكون فيها الانفصال هو الحل، من الطبيعي أن يستنفد الطرفان، فكلهما وسائل يمكن أن تصلح العلاقة، ويبقى التفاهم والمودة بينهما عابرين… ومن أشهر الأسباب التي تجعل الانفصال حلا. يشمل:
عدم الرغبة في المثابرة
عادة ما تكون هناك أسباب تجعل أحد الطرفين على الأقل في العلاقة يتمسك بالطرف الآخر. وهناك الحب الخفي والتعلق الخفي وغيرها من الأسباب التي تجعل النار باردة وهادئة وتعيد العلاقة الزوجية إلى حالتها الصحية السابقة مهما حدث. كلما كانت الاختلافات أكبر.
ومع ذلك، في العلاقة التي يدرك فيها أحد الطرفين أو كليهما أن غياب شريكه لا يحدث فرقًا، سيكون الطلاق هو الحل حتماً. عادة لا تقوم هذه العلاقات على الحب بالدرجة الأولى، بل على اهتمامات محددة، وبمجرد انتهائها تنتهي العلاقة معهم.
ولا يفوتك أيضاً: هل يهتم الرجل بحبيبته بعد الانفصال؟
إقرأ أيضا:فوائد الترمس للبشرة وطريقة أستخدامه 2025فقدان الثقة
ولا يجب أن يكون نتيجة خيانة من أي من الطرفين. ربما لا تثق بشريكك لأنه لم يفعل أي شيء يجعله يستحق هذه الثقة. في أغلب الأحيان يخذلك ولا يمثل شخصاً يستحق الطمأنينة والسلام. أي أن العلاقة بين الطرفين غارقة في الشك ويسيطر عليها عدم اليقين.
وهنا الطلاق هو الحل، وإذا كان فقدان الثقة بسبب تجربة الخيانة المريرة، فإن الطلاق هو الأرجح.
وذلك لأن من المبادئ الأساسية لنجاح أي علاقة زوجية أن يكون هناك ركائز تمنعها من الانهيار: الحب، والاحترام المتبادل، والأمن، والثقة… هذه الركائز الأربع التي بمجرد انهيار إحداها تنكسر الأخرى. افعل نفس الشيء. سيتم هدمه، ومن ثم ينهار المبنى بأكمله.
ليس هناك مجال للتفاهم بعد
التفاهم هو حجر الزاوية في أي علاقة، وليس العلاقات الزوجية فقط. وهو ما يعيد العلاقات إلى جذورها الحقيقية بعد أن وجدت نفسها عند نقطة تحول في الطريق. التفاهم أكثر قيمة من الحب ومن المرجح أن يستمر.
يعني أن هناك نقطة يمكن أن نصل إليها مهما ابتعد شخص ما عنا. فهو يخلق اليقين في داخلنا بأن هناك مجالاً للحوار والحديث وحل الخلافات في الرأي مهما كانت متطرفة.
إقرأ أيضا:طريقة قراءة رسائل الواتس اب لأي شخص من تليفونك 2025وماذا عن عدم الفهم؟ وطبعا الطلاق سيكون هو الحل. كيف يمكنك أن تتخيل علاقة زوجية يكون فيها الطرفان منفصلين إلى الأبد؟ ويتفقان فقط على أنه لا مجال للنقاش بينهما. بمجرد أن تبدأ المحادثة، يكون المصير هو الصراع والتوتر.
من المستحيل تخيل ما ستؤدي إليه مثل هذه العلاقة. عندما نتعامل مع أهون الشرين، فمن الممكن إنهاء الأمر قبل أن نضيع حياتنا في علاقة سامة.
ولا يفوتك أيضاً: كيف أعرف أن الطلاق مناسب لي؟ ما هي أسباب الطلاق؟
استمر فقط من أجل الأطفال
كثيرا ما نسمع عن زيجات لا تدوم إلا بوجود الأطفال، لأنه يصعب على الزوجين فصل أطفالهما عن الأسرة، خاصة إذا كان ارتباطهما بالأطفال قويا ولا يستطيع أي منهما تحمل تكاليف تربيتهم وحيد. وهذا هو القرار الصحيح ولا شك فيه.
ولكننا نشير إلى أن تربية الأطفال معًا تتطلب نوعًا من الانسجام والمودة التي تكون ملحوظة أمام أعين الأطفال، فكيف يمكن أن يشعروا بالدفء الأسري في أجواء صاخبة؟ فكيف يمكن للأهل أن يمنحوا الحب لأبنائهم بدلا من ذلك في ظل غيابه بينهم؟ من يفتقر إلى شيء لا يستطيع أن يعطيه.
لذلك، إذا شعر الزوجان أن علاقتهما معاً تعتمد على أبنائهما وأنهما أصبحا السند الوحيد، فعليهما التفكير في قرار الفراق حتى لا يترتب على الخلاف بينهما خلافات مستقبلية يكون الأبناء طبيعيين، ربما أكثر. مما سيكون عليه الحال في حالة طلاق الوالدين.
غياب الزوج لفترة طويلة
ومع ذكر الأسباب التي يكون الطلاق هو الحل فيها، لا ننسى أن غياب الزوج عن زوجته سيؤثر عليها سلباً إلى حد لا يطاق، لدرجة أن الطلاق هو الحل الأمثل لها للحفاظ على عفتها وكرامتها. والحياة على وشك الضياع.
فإذا كان الأمر قد تم الاتفاق بينهما قبل الزواج، فبالنظر إلى طبيعة عمل الزوج ونحوه، فهي حرة في أن تفعل ما تريد.
وحتى لو لم تدرك عواقب غيابه، فلا أحد يستطيع أن يحاسبها على قرارها تجاهه. وإذا كان الرجل مجبراً على ذلك وليس في يده شيء فالأفضل لها أن تنتظر، إلا أن هناك عوامل تجعل قرار الرجل غير متوازن وغيابه الطويل غير مبرر، فقد ترك زوجته وحيدة دون أهله. معذرة فهل لها الحق في طلب الطلاق حتى لا تسقط. فريسة للشيطان ووسوساته.
عدم التسامح مع الحالة المزاجية السيئة للشريك
قبل الزواج، يُنصح عادةً كلا الطرفين بحسن اختيار الشريك. فالطبيعة البشرية مختلفة ولها حتما جانب سلبي في بعض السمات. يجب على كل واحد منهم أن يفكر فيما إذا كان سيتمكن من تحمل هذه السمة والتعامل معها. وضبط! أم أنها ستصبح مع مرور الوقت أكثر مما يستطيع تحمله، وهو ما يسبب خلافات حقيقية.
دعونا نعطي مثالا. إذا كان الرجل الذي أنت على وشك الدخول في علاقة معه يتمتع بشخصية عملية أكثر من العاطفية، ولديك تخيلات جامحة عن شريكك المخلص، فكيف يمكن الجمع بين طرفين متعارضين في العلاقة؟ نحن لا نسعى إلى التكامل المتماثل، لأن الاختلاف أمر صحي بطبيعته. وبدلا من ذلك، فإننا نسعى جاهدين لتحقيق درجة معينة من التوافق.
لذلك، إذا لم يختار كل طرف الآخر بدرجة معينة من الوضوح والتفنيد، فإنه يكون عرضة لاكتشاف سوء شخصيته بعد الزواج، الأمر الذي يجد المجال ليتضح أكثر خلال فترة التعارف والخطوبة.
يمكن لبعض الأزواج التغلب على المشكلة ومحاولة التعويض، لكن البعض الآخر يعاني من خصائص معينة في شريكهم لا تتوافق معه بأي حال من الأحوال، لذلك فإن الطلاق هو الحل الأمثل.
ولا يفوتك أيضاً: ما هي أسباب الطلاق؟
قلة الدعم وعدم القدرة على تحقيق الذات
في بعض الأحيان تختلف طموحات كل طرف عن طموحات الآخر، وهذا لا يعيق علاقتهما الزوجية الناجحة، طالما أن كل طرف يدعم الآخر فيما يريد تحقيقه، وهناك حاجز بين الطرف الآخر وأهدافه .
هناك العديد من الحالات هنا. ومن الممكن أن الزوج لا يرغب إلا في الدعم المعنوي من زوجته حتى ينجح فيما يريد، لكنه لا يجد سوى الإحباط والطاقة السلبية التي تضعف عزيمته، على عكس هذه الحالة. المرأة… فإذا تصاعدت الأمور بينهما فالطلاق هو الحل.